أتصل بنا

للاعلان في موقع "المكلا تايمز الأخباري" تواصل معنا للحصول على قائمة مساحات الاعلان المتوفرة + سعرها mukallatimes@hotmail.com mukallatimes@gmail.com

((اتحاد الجنوب العرب)) وصراع الهوية

اليهري


بقلم / الشيخ عبدالله راجح اليهري


أولا : نظرة عامة إلى الاتحاد :- أبقت بريطانيا على الجنوب مجزئا أكثر من 20 وحده سياسية يرأسها حكام محليون يطلقون عليهم السلاطين أو الأمراء أو المشايخ ، وبنفس العقلية اليوم يجعلون الجنوب مقسم وبحكام ضعفاء ، اشرف السياسي البريطاني ( وليم لوس ) على اتحاد الجنوب العربي كما انه من أسس الاتحاد الماليزي واتحاد الأمارات العربية المتحدة ، وكانت بريطانيا تود مند فترة طويلة لتعدل الظروف الداخلية والخارجية أن تعمق من سياستها الخاصة بالتقدم نحو الداخل أي إلى داخل المحميات وأحداث تغير في البناء السياسي والاقتصادي للمحميات لتأكيد المصالح البريطانية وتوفير الحماية لعدن وإطالة أمل بقائها الا أن سياستها كانت تواجه بمعارضة شديدة كما يحاول النظام اليمني المحتل للجنوب لفرض سيطرته العسكرية لحماية مصالح القوى المتنفذة وحماية مصالح الشركات الاستعمارية ( النفطية ) والقواعد الأمريكية في العند وسقطرى وباب المندب ، وإطالة أمل بقائها ولكن تعدا الظروف وخاصة تغير روح العصر وإمكانيات الرأي العام العالمي وضغط القوى الوطنية خاصة في المستعمرة – عدن ونمو حركات التحرر في العالم وتلاحم حركات التحرر مع قوى الاشتراكية وتزايد ضغط القومية العربية ووضوح أهدافها وعدم ملامة شكل الاستعمار وشكل الحماية دفع بريطانيا الى محاولة تجميع الوحدات السياسية في الجنوب حول الزعامات القبلية التقليدية أي تحقيق الاتحاد مع الاحتفاظ بجوهر التجزئة وقد بدأت بريطانيا في أوائل الخمسينات تمهد لفكرتها لدى الحكام المحليين الدين قابلوها بفتور في بادي الأمر كما عارضتها العناصر الوطنية بشدة . وفي عام 1959م . أعلن قيام اتحاد أمارات الجنوب العربي ولادة غير طبيعية كما هو الحاصل اليوم ولادة غير طبيعية بل بقيصرية ( الاتحاد اليمني ) وسط موجه من السخط الشعبي في عدن والمحافظات الجنوبية وفي عام 1963م ، تغير الاتحاد إلى أسم ( اتحاد الجنوب العربي ) تمهيدا لدمج عدن في الاتحاد وقد قوبلت هذه الخطوة هي الأخرى بمعارضة شديدة من القوى الوطنية وتمت الموافقة على الدمج بصعوبة قبل قيام ثورة 26 سبتمبر 62م في الشمال ولو تأخرت إجراءات الموافقة اياما معدودة لما تمكنت بريطانيا من دمج عدن بالاتحاد ويعد الاتحاد وانضمام عدن أحد المحاور الرئيسية التي دار حولها الصراع بين أطراف الحركة الوطنية من جانب وبين الاستعمار وعملائه من جانب أخر .


( موقف بريطانيا من الاتحاد ) :-


هدفت بريطانيا من وراء أقامت اتحاد أمارات الجنوب الابقاء على وجودها في الجنوب وفي عدن بوجه خاص لمواجهة أعبائها والتزاماتها العسكرية على الصعيد العالمي وللدفاع عن مصادر البترول العربي في شبه الجزيرة العربية والدفاع عن حلفائها في المنطقة . وكان عليها من أجل ضمان استمرار وجودها أن تعدل من شكل هذا الوجود . فتعمل على توحيد المنطقة من أجل منحها الاستقلال الذي تتصوره وأن تعمل على استقرار شكل الوحدة الجديدة وأن تحاول جعل الاتحاد قادرا على الوقوف على قدميه اقتصاديا وبسرعة .


 وهناك عدة عوامل حضارية أقنعت بريطانيا أن النظم البالية الموجودة ستكون خطرا على وجودها مالم تسرع بأجراء تحسينات عليها مع الابقاء على جوهرها لمواجهة الوعي المتزايد في الجنوب فالمعروف أن المستعمرة عدن تختلف اقتصاديا عن بقية أجزاء الجنوب من حيث أسلوب المعيشة ومستوى الإدارة وقد استطاع أبناء المحمية أن يجدو فرص عمل في عدن واحتكوا بأسلوب الحية ومستوى الوعي ، وقد قصد البريطانيون من أسم اتحاد الجنوب العربي لسببين :


أولا :- تأكيد هوية الاتحاد العربية لأسباب دعائية كي يتماشى مع مشاعر الاعتزاز بالعروبة التي كانت تعم المنطقة نتجه للمد القومي .


ثانيا :- تأكيد عدم الاعتراف بهوية الجنوب اليمنية التي كانت يقرها الأمام وأطراف وقوى سياسية ووطنية عديدة ، وهذا ما هو حاصل اليوم من صراع على الهوية داخل قوى الحراك ..


نفس المشهد السياسي يتكرر اليوم لقيام الاتحاد اليمني إبقاء مصالح الشركات الاستعمارية ( توتال ) والقواعد العسكرية الأمريكية ) تحت مسمى مكافحة الإرهاب ، وضعف القوى التقليدية في الشمال والجنوب ، وهيمنة القوة العسكرية والقبلية ، جعل الدول الكبرى تدرك أن مخرجات مؤتمر الحوار لا يمكن تطبيقها على الواقع مما جعلها تستخدم البند السابع ، وساعد دلك تشرذم قوى الاستقلال في الجنوب جعل القوى الاستعمارية تقتنع بأن القوى في الجنوب ضعيفة وهشة مثل النظام في الشمال ، ولوكانت القوى الجنوبية متوحدة لكانت المعادلة السياسية في الواقع مختلفة ، ولكن لم يمكن يكتب النجاح للاتحاد اليمني سينهار بأسرع وقت وسيتهالك من الداخل وعلى القوى الوطنية التحررية الاستعداد والجاهزية لأنها الورقة الأخيرة لها هو انهيار نظام الاتحاد اليمني ويكون البديل جاهز كمنظومة متكاملة بعيدة عن اليمننه وبعيدا عن الصراعات السياسية و المناطقيه ....